الدرس الثامن
ثامنا- استخدام الإنترنت في مراكز مصادر التعلم:
تطورت شبكة الإنترنت في السنوات الأخيرة بشكل مذهل وسريع جداً وأصبحت كتاباً
مفتوحاً للعالم أجمع ؛ فهي غنية بمصادر المعلومات إلى درجة الفيضان.
ويمكن توظيف الإنترنت في مراكز مصادر التعلم للرفع من العملية التعليمية
والتربوية, فاستخدامها للبحث عن المعلومات أصبح ضمن أهداف المعلم ( في مركز مصادر
التعلم) عند إعداده للدرس ، وتطبيق هذا الهدف يكون بإتاحة الفرصة أمام الطالب
لتصفح الإنترنت وفق معايير وضوابط محددة.
وهناك أسبابٍ تدعو لاستخدام الإنترنت في التعليم مثل:
- الاستفادة من الكم المعلوماتي الهائل الموجودة في شبكة
الإنترنت لدعم المقررات الدراسية.
- الإنترنت مثال واقعي للقدرة على الحصول على المعلومات من
مختلف أنحاء العالم.
- تُساعد الإنترنت على التعلم التعاوني الجماعي ؛ نظراً
لكثرة المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت فإنه يصعب على الطالب البحث في كل القوائم ؛
لذا يكون استخدام طريقة العمل الجماعي بين الطلاب أجدى ، حيث يقوم كل طالب بالبحث
في قائمة معينة ثم يجتمع الطلاب لمناقشة ما تم التوصل إليه.
- تصفح مواقع الإنترنت من أساليب التعلم الذاتي المستخدمة
عالمياً.
- تساعد الإنترنت على توفير أكثر من طريقة في التدريس؛ ذلك
أن الإنترنت هي بمثابة مكتبة كبيرة تتوفر فيها جميع الكتب سواءً كانت سهلة أو
صعبة.
- كما أنه يوجد في الإنترنت بعض البرامج التعليمية باختلاف
المستويات.
ومجالات الاستفادة من الانترنت عديدة ، ولكن الاستفادة الحقيقة تتم بعد توفر
المحتوى التعليمي الملائم على الشبكة ، ويصاحب ذلك تطوير أساليب التعليم والتعلم
لتحقيق التوظيف الأمثل للانترنت في العملية التعليمية.
ففي جانب المعلم يمكن أن تكون الانترنت مصدراً إثرائياً للمعلم في مادته ، كما
يمكن أن توفر بيئة للتواصل متعددة الطبقات (مع المعلمين ، والطلاب ، والمختصين ،
والمجتمع ).
أما بالنسبة للطالب فالمجال بالنسبة له أرحب ، حيث بالإمكان أن تتحول الانترنت
إلى أداة للبحث والتحليل والاستكشاف والتواصل.
وهذان الأمران يلقيان على عاتق المؤسسات التعليمية مهمة كبيرة ، تتمثل بتسهيل
الوصول إلى المحتويات التعليمية المفيدة ضمن بيئة آمنة ، كما يتوجب عليها تطوير
أدلة تعليمية للمعلمين لمساندتهم في توظيف الانترنت في العملية التعليمية.
ورغم هذه الفوائد إلا أن هناك بعض السلبيات والمخاطر لاستخدام الانترنت , من
أهم هذه المخاطر عدم وجود ضوابط لاستخدام الإنترنت؛ لأن هناك مواقع تبث أفكار
تتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف وموقع توضع فيها ملفات يعرض فيها مواد مخلة
بالمبادئ والأخلاق.
لذا يجب تحديد نوعية استخدام الإنترنت في المدارس بحيث تحقق الهدف الذي وضعت
له. وتوجد سبل كفيلة لدعم الموقع التعليمية الفاعلة مثل:
- تبني المؤسسات التعليمية لعدد من المواقع التعليمية وتوجيه
مسارها بما يثري عمليات التعلم والتدريب والتثقيف.
- اهتمام المؤسسات التعليمية بتعريب المحتويات التعليمية
المتوفرة وملاءمتها للبيئة الإسلامية.
- تشجيع مبادرات المعلمين والمدارس الأهلية والمجموعات
المتخصصة، وتبادل الخبرات والتجارب بينهم يساهم في إثراء هذه المواقع.
التقليل من تأثير الفكرة السائدة لدى القطاعات
التعليمية بإمكانية توفر مواقع تعليمية عربية فاعلة مجانية ، حيث لابد من
الاستثمار في هذا المجال، وتوفير الحماية الفكرية اللازمة.